→ عودة إلى مرئيات

هذه أسباب الذل فاحذرها

٢٤ سبتمبر ٢٠١٣
النص الكامل للمقطع

جدد حياة القلب بالقرآن، كي تطمئن الروح بالإيمان، وتلوه بالآناء، واستمطر به فيض الرضا وسحائب الغفران.

السلام عليكم ورحمة الله. إخوة الكرام، كل واحد فينا يحب الكرامة ويكره الذل، فالعيش إما عزة أو ذلة، والذل لا يرضاه غير الجاهل. لكن احذر، قد تفعل ما يؤدي بك إلى هذا الذل، إنها المعصية.

أسباب الذل فاحذرها

الدليل من كتاب الله

ما الدليل من كتاب الله تعالى على أن المعصية تؤدي إلى الذل؟ قال تعالى في وصف اليهود في الآية 112 من سورة آل عمران: {ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}.

لاحظوا إخواني، ذكر الله لنا أسباب ذل اليهود لنحذر من الوقوع فيها. فالنبي صلى الله عليه وسلم قد قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم"، يعني ديروا بالكم ستقعون في الأخطاء نفسها وستؤدي إلى النتائج نفسها. إذن، فالكلام عن اليهود يعنينا حتى نعرف موطن الخلل فنصلحه.

الأسباب الأربعة للذل

في هذه الآية ذكر الله عز وجل أربعة أسباب للذل، لهذا القدر المضروب على فئات من الناس:

السبب الأول: الكفر بآيات الله

أولاً: {يكفرون بآيات الله}.

السبب الثاني: قتل الأنبياء وخِذلان الدعاة

ثانياً: {يقتلون الأنبياء بغير حق}. يشبه في زماننا قتل الدعاة بدعوة الأنبياء عليهم السلام، فسكت عوام الناس ولم ينصروهم إيثاراً للدنيا وجبناً وخوفاً من المذلة على أيدي الظالمين. فإن الله عز وجل لن يكرم ولن يعز أناساً هذا حالهم، فكيف يكرم أناساً لا يكرمون دينه والدعاة إليه؟ فلينظر كل واحد فينا ماذا قدم للدعاة الذين يظلمون ويضيق عليهم في أي مكان.

السبب الثالث: المعصية

السبب الثالث للذلة: {ذلك بما عصوا}. المعصية بكافة أشكالها تؤدي إلى ذلك أيها العبد فاحذر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري". "وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري".

السبب الرابع: الاعتداء

السبب الرابع للذل: {وكانوا يعتدون}. المعتدي كثيراً ما يعتدي ويظلم غيره لأنه تأخذه العزة بالإثم، يريد أن يكرم نفسه على حساب الآخرين، فيأتيه الإذلال من الله تعالى. بينما إن ظلمت وصبرت لوجه الله ولم ترد العدوان بعدوان، فلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة أقسم عليه" وذكر منها: "وما ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله بها عزاً".

الخاتمة

إذن إخواني وأخواتي، أربعة أسباب للذل: الكفر بآيات الله، خذلان الدعاة إلى الله وتركهم يعانون الظلم في سبيل دعوتهم، المعصية، العدوان. فلنحذر منها ليكرمنا الله. من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً.

والسلام عليكم ورحمة الله.