السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تصحيح الخطأ والإنصاف
أخونا اليوتيوبر الشاب حسن سليمان، المعروف بأبو فلة، كان قد قال: "اعتنق الإنسانية ثم اعتنق ما شئت من الديانات". نصحناه فيها أنا وعدد من الإخوة، فنشر الليلة الماضية كلمة يقول فيها أنه مخطئ في عبارته هذه، غلطان، وأنه لن يدافع عنها. وشكر من نصحوه، وعتب على من أساء الظن بنيته، وعفى عنهم. ووضع في وصف الفيديو كلمة العبد الفقير، وكلمة أحد الفضلاء الأخ عمر العودة، وطلب من متابعيه أن يتابعوا هاتين الكلمتين.
وأنا بدوري أحب أن أقول لأخينا حسن سليمان: أحسنت في تصحيح الخطأ يا حسن، فأجزاك الله خيراً ووفقك. وأبشرك بما قاله الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}.
أهمية الإنصاف والنصيحة المتبادلة
لكن البعض يقول: "أبو فلة عنده من الأخطاء كذا وكذا ولم يصحح كذا وكذا". حتى ولو، الإنصاف الذي علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني أن نشهد لمن أحسن بالإحسان، ولا نركز على الأخطاء فقط، بل ينصح بعضنا بعضاً. ولو نصحني أخونا حسن أو أي أحد في خطأ عندي، آخذ نصيحته وأتواضع لها.
كما قال الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}. وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة". هناك أخطاء عند أخينا حسن كما عندنا أخطاء، ونسأل الله أن يوفقنا وإياه لإصلاح الأخطاء.
الرد على الانتقادات السلبية
النقطة الثانية إخواني، البعض لما نشرت نصيحتي لأبي فلة علق بشكل سلبي: "أنتم تضخمون الموضوع، أنتم تريدون الشهرة، لماذا لا تنصحونه في السر؟". الحمد لله ما التفت إلى هؤلاء، وهي النصيحة وصلت وأثرت وتقبلها أخونا حسن، بل وكانت سبباً في وصول مفهوم مهم إلى كثير من الشباب. فهذا درس لنا جميعاً ألا نلتفت إلى الكلام السلبي الذي يخذلنا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
نحن كمسلمين بحاجة بعضنا، وكثير من الشباب بسيطون طيبون، وفي هذا خير كثير وتعليم لمبدأ مهم جداً يحتاجه الشباب عن مرجعية الإسلام وكفايته.
نصيحة لأبي فلة ومتابعيه
ختاماً، أحب أن أوجه كلمة لأخي حسن ولإخواني من متابعيه.
لأخي حسن
يا حسن، أنت رجل أنعم الله عليك بمحبة كثير من الشباب، متابعوك يحبونك، وأنا أحببتك لما رأيته من عفويتك وتواضعك للحق. هذه المحبة والقبول نعمة من الله وابتلاء في الوقت ذاته. نعمة وابتلاء، كما قال الله تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ فِيمَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}.
أنت أخي تؤثر في عدد كبير من الشباب، وهؤلاء الشباب أمانة في عنقك. تصور إذا لقيت الله يوم القيامة وهو عنك راضٍ، تقول له: يا رب، حببت هؤلاء جميعاً فيك. إذا لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول له: يا رسول الله، هؤلاء حببتهم فيك وفي اتباعك لتباهي بهم الأمم يا رسول الله. والله يا حسن، يا فرحتك حينئذ، يا فرحتك حينئذ!
اطمح يا حسن أن تكون ممن قال الله فيهم: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}. وأن تدعو الله وتقوم في الثلث الأخير تطلب منه العون. كلمة بسيطة منك بعدها تؤثر أثراً كبيراً جداً الله به عليم.
ونصيحة يا حسن، ابق على مبادراتك الفردية. لما تابعك الملايين، تابعوك لبساطتك وعفويتك، ليس لأنك تحظى برعاية أية جهة. ابق على البساطة في المبادرات، واحرص على معية الله أن يكون الله معك. هذا أجمل وأتقى وأدعى لصلاح نيتك، وخلوص عملك من كل شائبة.
لمتابعي حسن
ونصيحة لإخواني متابعي حسن. يا شباب، كل الكلام الذي قلته لا يتعارض مع حقيقة أنه لا يصح صرف الأوقات الطويلة في الجيمينغ. أنتم ما شاء الله عليكم في مقتبل العمر، في قمة قوتكم وطاقتكم. لسنا ضد أن يرفه الإنسان عن نفسه ترفيهاً حلالاً، لكن أعطِ كل ذي حق حقه، من تعلم الدين والعمل به، والحرص على منفعة أمتكم، وبر والديكم، والقيام بأدواركم المجتمعية.
دعاء وختام
فأسأل الله أن يوفقك يا حسن، ويا متابعي حسن، وأن يفتح عليكم، ويصلح عملكم، ويغفر ذنبكم، ويهديكم، ويهدي بكم، ويعز أمتكم بكم. وأسأل الله لي ولجميع من يسمعنا الآن مثل ذلك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.