→ جميع المقالات
"لا تنفش راسها "
٢٥‏/٦‏/٢٠٢٠

يظهر وأنا أتكلم عن المرأة أني "أنفش راسها" (أُكْبر من قيمتها)..

فأقول: نعم، أريد أن أنفش راس المرأة المسلمة وأنفش راس الرجل المسلم والطفل المسلم والطفلة المسلمة..وأن أفعل هذا كله بالحق.

أريد أن أُشعِر المسلمين جميعاً بعظم قيمتهم كمسلمين، وبالفرق الهائل بينهم وبين سائر البشر.. ثم بعد ذلك نتكلم عن حقوقنا وواجباتنا تجاه بعضنا... لكن في البداية، يجب أن نعيد لملمة كياناتنا المبعثرة..وأن نبث في المسلم والمسلمة تقدير الذات والاعتزاز بالهوية الإسلامية والنظرة الإيجابية إلى أنفسهم..

خاصة في هذا الزمان الذي يعمل فيه الإعلام العالمي والمحلي على إشعار المسلمين برخص دمائهم وهوانهم حتى هُنَّا نحن أنفسنا على بعضنا كما بينت في كلمة (ما الذي جعلنا نستهين بدماء المسلمين؟)

في هذا الزمان الذي يبث فيه بعض المتصدرين من صفوف المسلمين عقدة النقص واحتقار الذات والانبهار بالأمم الغالبة، ويميعون الحد الفاصل بين الإسلام والكفر تحت عنوان (التسامح واحترام الآخرين)، والنتيجة أن يحس المسلم أن توحيده وإسلامه لا شيء ولا يعطيه مزية في الدنيا ولا في الآخرة !

وحتى الخطاب الوعظي غير الواعي كثيراً ما يُكمل عملية التحطيم بالإكثار من اللوم والتقريع دون التعزيز والتشجيع !!

من أعظم ما أتقرب به إلى الله تعالى أن أُذكر المسلم بأنه مهم، عظيم القدر عند الله بإيمانه، وأن الله كرَّم متعلقاته، فجعل دمه وعرضه وماله حراماً كحرمة اليوم الحرام في الشهر الحرام في البلد الحرا..لأنه مهم...

أُذَكر المسلمة بان الله صب جام غضبه على الذي ينتقص من عرضها: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25))...آيات مرعبات لمن يمس شرفها لأنها مهمة..

أذكر المسلمين أن عرش الرحمن اهتز لموت مسلم (سعد بن معاذ)، وأن دمعة منك عظيمة القدر في ميزان الله أيها المسلم تنجيك من النار بينما الأرض وما فيها لا تنجي الكافر..

نعم، أريد أن أنفش رؤوس المسلمين جميعا، فالرؤية التي نضعها نصب أعيننا وأعينهم رؤية عظيمة: الاستخلاف في الأرض وريادة الأمم في كل المجالات، ودعوة الناس لينعموا معنا بدين الله، واستنقاذ البشرية من الضلال والعبودية للمجرمين إلى سعة الدنيا والآخرة.

مهمة العظيمة تحتاج نفوساً عظيمة تقدر ذاتها وتحس بكرامتها على الله، غير متأثرة بهوانها على الكافرين ولا على المنافقين والمنهزمين.

(ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون).