Épisode 14 - L'opération a réussi et le patient est mort!
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
إخوتي الكرام، ذكرنا في الحلقة الثامنة قصة الرجال الثلاثة الذين عادوا إلى بيوتهم فرأوها تحترق. وقلنا إن كثيراً من العاملين للإسلام يفعلون كما فعل الرجل الثالث.
تحليل قصة الرجل الثالث
ما الذي فعله الثالث؟ الثالث كان أولاده في الأيام الماضية يضيعون أوقاتهم في اللعب، وجيرانه يكرهونه لأنه لم يكن يسمح لهم بإقامة حفلات رقص وغناء وشرب في بيته. والآن العصابة التي تصب الوقود على النار تطالبه بأن يعيرهم زوجته ليلة واحدة مقابل الكف عن صب الوقود على النار.
فصاحب هذا قبل أن يدخل البيت نادى أولاده وقال: "يا أولادي اسمحوا لي أن أساعدكم، وأعدكم بالسماح لكم باللهو واللعب كما تشاؤون". ثم نادى جيرانه: "يا جيراني تعالوا ساعدوني في إطفاء الحريق، وسأعطيكم نسخة من مفتاح البيت تفعلون فيه ما تشاؤون". ثم خاطب العصابة الموقدة للنار: "أيتها العصابة الموقدة للنار توقفي، وسأدرس موضوع إعارة زوجتي لكم ليلة واحدة".
ما الذي يفعله هذا الثالث؟ يقدم تنازلات ذرائعية مقابل مكتسبات موهومة. يبيع عائلته نسيئة، فيسلم البضاعة إلى مشترٍ كذاب دون أن يقبض الثمن. يقبل المساومة فيما لا يساوم عليه، ويبيع الهدف سلفاً من أجل الوصول إليه.
مكتسبات موهومة
فعصاه لن تكف عن إضرام النار، {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}. والجيران لن يصالحوه ولن يساعدوه حتى يرتع في حماتهم، وإلا فقولهم: {أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون}. وأولاده لن يروه مخلصاً إن أرضاهم بسخط الله، فمن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.
فمكتسبات صاحبنا هذه كلها موهومة، لكنه قدم الثمن غالياً مقابل هذا اللا شيء حين قبل المساومة على زوجته وحرمة بيته وأخلاق أولاده.
رمزية القصة
هل لا زال هناك داعٍ لتفكيك رمزية القصة؟ الزوجة ترمز للشريعة، والأولاد للشعب، وجيران السوء هم العلمانيون والمنافقون وأعداء الشريعة من بني جلدتنا الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً.
صاحبنا زعم في البداية أنه يريد إنقاذ زوجته وبيته وأولاده. رأى الهدف مستحيلاً بمقاييسه المادية، فتنازل عن الهدف في سبيل الهدف. باع زوجته وأولاده ليحصل بزعمه ما ينقذ به زوجته وأولاده، وليحصل السلم. دفع الهدف ثمناً للسلم، حتى إذا ما صعد السلم لم يجد إلا فراغاً، لأنه باع ما صعد من أجله.
ماذا يستفيد الإسلاميون؟
ماذا استفاد صاحبنا إن سمح له بالفعل بدخول البيت وتهدئة الحريق، إذا كان المقابل أن يسلم الزوجة للأعداء والأبناء للهو، وحرمة البيت لمن ينتهكها؟
وكذلك ماذا يستفيد الإسلاميون إن وصلوا إلى الحكم بعد أن كان الثمن التخلي عن الشريعة وإشراك العلمانيين في الحكم والنزول عند الرغبات الفاسدة لشريحة من الشعب؟ ماذا يستفيدون من الوصول حينئذ؟ إلا كما قيل: "نجحت العملية ومات المريض". نجحت العملية ومات المريض.
تعريف المشروع الإسلامي
عندما نقول إسلاميون أو أصحاب المشروع الإسلامي، فما الذي يميزهم؟ ما بضاعتهم؟ ما هدفهم؟ قال تعالى: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر}. كل معروف وكل منكر، وما هذا إلا إقامة الدين، إقامة الشريعة.
قال تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم}. إذاً هذا هو المطلوب: الاستخلاف وتمكين الدين. فما الفائدة أن ساومنا على هذا الهدف الذي من أجله نريد الحكم، وبعناه من أجل الوصول إلى الحكم؟ هل يقبل أن نبيع الهدف من أجل الوسيلة؟
مثال دار الأيتام
أتريد مثالاً آخر؟ تصور أنك علمت بدار أيتام مدراؤها لئام، لا يكسون هؤلاء الأيتام بل يتركونهم عراة. أشفقت عليهم فذهبت ومعك كيس من الملابس لتكسوهم، وأنت تنشد أناشيد المجد في نصرة المظلوم ونجدة الأيتام.
على باب الدار، على باب دار الأيتام، قيل لك: "ممنوع إدخال الأكياس". ساومت وحاورت فأصر المدراء اللئام. قلت: "لا بأس، أدخل وأكسوهم من ملابسي". فرضيت وتركت الكيس على الباب. دخلت وظننت أن الأيتام بالانتظار، فإذا بباب آخر يقول لك حارسه: "ممنوع الدخول لمن يرتدي معطفاً". فخلعت المعطف وتنازلت عنه، فسمح لك بدخول الباب. فإذا بباب آخر وآخر وآخر، ووصل بك الأمر أن ليس هناك إلا ما تستر به عورتك المغلظة، إن كان هذا أصلاً موجوداً.
فقلت في نفسك: "لا زال هناك ما يمكن أن أقدمه للأيتام، فلعلهم يرونني أستر عورتي فتتوق نفوسهم إلى الستر، فيسعون معي إلى الثورة على هذه الإدارة الجائرة اللئيمة". أصبح هذا هو سقف الطموحات للذي كان ينشد على باب الدار أناشيد المجد.
تحذير من خطوات الشيطان
فهل يا ترى لو علم من أول باب حجم ما سيتنازل عنه وحجم ما سيكسبه، لقبل الصفقة؟ أم أنه خالف قول الله تعالى إذ قال: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان}؟ الشيطان الذي يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً.
إخواني، المكتوب مقروء من عنوانه. أعداء الشريعة عراة عن طاعة الله والعبودية له، فيغيظهم أن يروا مستوراً. ولن يدخل في سدة حكمهم من خلالهم إلا من اتبع ملتهم وأصبح عارياً مثلهم، يقف حارساً على الباب معهم ليمنع دخول المستورين.
فما الفائدة أن وصل الإسلاميون إلى الحكم وتركوا على الباب الشريعة التي من أجلها أرادوا الحكم؟
نصيحة للعاملين للإسلام
فأيها العاملون للإسلام، حددوا هدفكم. أتريدون الدولة؟ أتريدون الدولة لأجل الدولة أم تريدونها لإقامة الشريعة وتحقيق العبودية لله؟ إن كنتم تريدونها لإقامة الشريعة، فإياكم أن تتنازلوا عن الهدف من أجل الوسيلة.
أعلم أن كلامي هذا سيثير كثيراً من الاعتراضات، فهناك من سيقول: "نحن بدخولنا في العملية السياسية لم ندّعِ أننا نريد إقامة الشريعة، بل نريد تحسين الوضع ما استطعنا". وقائل سيقول: "لماذا اعتبرت المكتسبات موهومة وليست حقيقية؟" وقائل سيقول: "لماذا تقول إننا تنازلنا عن الشريعة؟ نحن لم نتنازل عنها".
الإجابة عن هذا كله ستأتي بالتفصيل في الحلقات القادمة بإذن الله. لكن حتى ذلك الحين، أتمنى من العاملين للإسلام الذين دخلوا العمل السياسي البرلماني وممن يؤيدون مسلكهم هذا، أن يجيبوا في أنفسهم عن الأسئلة الستة التالية:
Questions pour les acteurs de la scène politique
- Première question : Quel est votre objectif précis en entrant dans ce processus ?
- Deuxième question : Quelles concessions avez-vous faites au début, ou, comme certains le disent : quels compromis avez-vous acceptés ?
- Troisième question : Quels sont les gains ou les intérêts pour lesquels vous avez accepté ces compromis ?
- Quatrième question : Les gains que vous espériez au début sont-ils toujours d'actualité ou commencent-ils à diminuer et vos ambitions à se réduire ?
- Cinquième question : Si la réponse à la question précédente est que les gains escomptés ont diminué, avez-vous ajusté vos concessions en fonction de l'ampleur des nouveaux gains ?
- Sixième question : Vous considérez-vous comme des politiciens dans le travail politique actuel, dans le travail politique parlementaire, vous considérez-vous comme possibles ou comme faibles ?
Ce sont des questions que j'espère que chaque acteur de l'islam engagé dans le travail parlementaire et électoral, et ceux qui soutiennent son entrée dans ce domaine, répondront afin que nous puissions coopérer ensemble dans les prochains épisodes pour savoir où va le travail islamique actuel, et s'il conserve toujours le cap ou s'il l'a perdu ?
Conclusion de l'épisode
Conclusion de l'épisode : L'accès au pouvoir doit être un moyen pris de manière légale, dont le but est d'appliquer la charia et d'établir la religion. Il est dangereux de renoncer à l'objectif pour le moyen, il est dangereux de renoncer à l'objectif pour le moyen.
Que la paix et la miséricorde d'Allah soient sur vous.