السلام عليكم ورحمة الله.
دروس وعبر من حادثة الأسرى الستة
أيها الكرام، إعادة الأسرى بعد خروجهم يجب ألا تمحو من ذاكرتنا الدروس التي تعلمناها. البعض أحبط واستنتج أنه لا داعي لمحاولة التحرر أصلاً، وهذا عكس ما يجب أن نتعلمه.
الدرس الأول: الإرادة تتغلب على التفوق المادي
خروج الأسرى بأبسط الأدوات حطم صنم الآلة العسكرية والسيطرة الاستخباراتية، وعلمنا أن هؤلاء في النهاية ليسوا إلهاً يفعلون ما يريدون، بل هم مقهورون لأقدار الله الذي يذلهم ويكسر هيبتهم بأبسط الأسباب.
خروج الأسرى علمنا أن العبرة ليست بالتفوق المادي، بل على المسلمين الأخذ بالأسباب إلى أقصاها والله يدبر كيف يشاء. وهو ذات الدرس الذي تعلمناه من أحداث أفغانستان.
الدرس الثاني: لا للعجز ولا لتبرير الخيانة
خروج الأسرى كأنه جاء رسالة تذكير من الله للأمة ألا يقول أحد "لا أستطيع"، فما فعله الأسرى كان مستحيلاً بكل المقاييس، لكن الإرادة بقدر الله تصنع العجائب. فلا تعجزوا ولا تسمعوا للذين يبررون الخيانة وموالاة أعداء الله بحجة أننا لا نستطيع مواجهتهم.
لكن الأسرى تمت إعادتهم، نعم، وهذا لا يبطل هذه الدروس. شاء الله أن يوصل الأسرى هذه الرسالة إلى الأمة ثم يعودوا، فهم نجحوا في أداء هذه الرسالة. إذا نسينا هذا كله ولم نتعلم منه، فنحن الذين فشلنا لا هم.
الاستسلام للتفوق المادي واتخاذ القرار بعدم المحاولة يعني أننا نضع القيود بأنفسنا على قلوبنا وإراداتنا، ونضع الحبل في رقابنا لمن يخوفنا بسلاحه.
الدرس الثالث: الحذر من العدو الداخلي
أكبر خطر علينا، كما قال الله تعالى: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}. فالواجب عداوة هؤلاء المجرمين، وعدم تمييع موقفنا منهم تحت مسمى أنهم إخوة وطن، أو لأن أسماءهم أسماء مسلمين. فهؤلاء لا يصاحبون ولا يداهنون ولا يحترمون ولا يسمع لهم ولا يطاعون، لا هم ولا من يأتمر بأمرهم. بل هم العدو فاحذرهم، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
ولن تقوم للمسلمين قائمة إذا بقوا مميعين مداهنين في التعامل مع هؤلاء الذين ينسقون ويعترفون أنهم نسقوا لإلقاء القبض على الأسرى.
الدرس الرابع: إجلال من نصر الأسرى
في المقابل، من حاول إعانة الأسرى على النجاة وآواهم، فموقفه عظيم حتى وإن تعرض بسبب ذلك للبلاء. وعلينا أن نربي أنفسنا وأبناءنا على أن نقف مثل موقفه في النخوة والولاء للمسلمين ونجدتهم. وحينئذ فلن تقف لنا قوى الباطل كلها في الأرض.
ونسأل الله أن يفرج عن هذا الشاب الشهم وعن أسرى المسلمين أجمعين.
الدرس الخامس: قضية الأسرى حاضرة في الأذهان
حادثة الأسرى تذكرنا بأن علينا أن نبقي قضية الأسرى، كل أسرى المسلمين، حاضرة في أذهاننا، ونسعى في فكاكهم بما نستطيع، ولا ننساهم من دعائنا، وأن نتفقد عوائلهم ونكفي حاجاتهم. هذه كلها دروس يجب ألا ننساها وإن عاد الأسرى.
فإذا عرفت فالزم، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
والسلام عليكم ورحمة الله.