على ماذا تربي ابنك لتحصنه من الكفر؟
الأسرة هي الحصن الأهم ضد الإلحاد والشبهات والشكوك. وأفضل ما تعمله مع أولادك، مع إخوانك، مع من يعز عليك، هو التربية القرآنية، وهو ما لن يستطيع المفسدون كلهم أن يمنعوك منه.
التربية على حقيقة الابتلاء في الدنيا
ربِّ نفسك أولاً ثم أولادك على أننا خُلقنا هنا في هذه الدنيا لنبتلى. "هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم" هذه حقيقة: "ليبلوكم". علشان ما يطلعش ابنك مثل هذا اللي بيقول: "أنا تركت الإسلام بعدما شفت أخوي بيتقتل وأصحابي بيتقتلوا".
ربِّ ابنك على: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل". محمد شخصياً صلى الله عليه وسلم مش أخوك وصاحبك. "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين".
قل لابنك: يا بني، الله عز وجل لم يعدنا ألا يبتلينا ثم أخلف أبداً، حاشاه سبحانه، بل وعدنا أن يبتلينا. "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين".
ربِّ ابنك وبنتك على: "لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً".
قل لابنك: يا ابني، إياك تنتظر جزاء أعمالك في الدنيا. الدنيا دار بلاء مش دار جزاء، "وإنما توفون أجوركم يوم القيامة" كما قال الله عز وجل. ما تقولش لابنك: يا ابني صلِّ علشان ربنا يوفقك في دراستك، ادفع زكاة أموالك علشان ربنا يزيد لك أموالك. لا، صلِّ علشان ربنا يرضى عنك. ويمكن بعد ما تصلي وتستقيم ربنا يبتليك، لكن حيكون معك.
"يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك". علشان ما يطلع لكش ابنك مثل هذه النماذج اللي بتقول الوحدة فيهم: "بحثت عن ربنا ما وجدتهوش في الأطفال اللي بتتعذب، في اللي بنحبسه من غير ذنب". ربِّه على ذلك: "ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض".
التربية على الثبات وقوة الشخصية
ربِّ ابنك وبنتك على: "وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيراً". علشان ما تطلعش ابنتك مثل شخصية في الفيلم اللي بتقول: "الإسلاميين خذلوا الثورة وانحست نفسي مش عايزة أنتمي للناس دول".
ربِّ ابنك وبنتك على: "يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم". ربِّه يكون عنده غيرة على دينه، علشان لما يشوف ناس بيخونوا لواء الإسلام، ما تتحولين لعدو للإسلام تبثين التشكيك والشبهات وتطعنين الإسلام بدل ما تحملين لواء الإسلام لو كنتِ من الصادقين.
ربِّ أولادك وبناتك على: "يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله" ليحملوا هم اللواء ويدافعوا عن الإسلام. علشان ما تطلعش بنتك زي اللي بتقول: "خلعوا حجابي ونقابي فكفرت". الله المستعان.
ربِّها على: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل". ربِّها على قوة الشخصية والثبات، وأن يزيدها إجرام المجرمين قوة. ربِّها على سورة البروج والتي انتهت بحرق المؤمنين، ومع ذلك قال الله عنهم في السورة نفسها: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير". اتحرقوا نعم، "ذلك الفوز الكبير"، ماتوا على ما يرضي الله عز وجل وثبتوا على مبادئهم.
التربية على الرضا بقضاء الله وحبه
ربِّ ابنك وابنتك أن يكونوا سعداء مع هذا كله، لأنه يكفيهم أن يكون الله معهم. قل لابنك: يا بني، النبي عليه الصلاة والسلام قال: "وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا لمن أحب". فلما تشوف نفسك يا بني مؤمن تحب الله ورسوله، فاعلم أن الله يحبك.
قال: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة". اشترى منك كل حاجة، لكن في مقابل عظيم: الجنة.
توجيه للمتراجعين عن الدين
أنتم يا الشخصيات اللي ظهرت في الفيلم، نشأتم في عوائل مسلمة وكنتم متدينين كما زعمتم. وإذا كانت قصصكم حقيقية، إذا كانت قصصكم حقيقية، أنا عاوز أسألكم سؤال: ما قرأتموش هذه الآيات كلها؟ ولا قرأتوها وما كنتوش عاوزين تقتنعوا بها وتهربتم من حقيقة أن الدنيا دار بلاء لا دار جزاء؟ والله يعاد، إذا أنتم خدعتم أنفسكم فدي مشكلتكم. إذا خدعتم أنفسكم فهذه مشكلتكم، لا تلقوا باللوم على الله وعلى أقدار الله عز وجل.
ربِّ ابنك يكون صريح مع نفسه وما يخدعهاش مثل الشخصيات في الفيلم. ربِّ وذكِّره بقول الله تعالى: "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره". "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره".
وفي النهاية إخواني: "ومن كفر فإن الله غني عن العالمين وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم". "يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد". والسلام عليكم ورحمة الله.
التربية القرآنية على أن هذه الدنيا هي دار امتحان مهمة ليفهم الابناء حقيقة الصراع وهم يروا دماء المسلمين تسيل غزيرة نصرة لدين الله.
المقطع من كلمة بعنوان (ماذا بعد في سبع سنين).