ملحق - الحلقة 8 - مقطع يجيب عن كثير من التساؤلات التي تؤرقك-من حلقة (أنا حرة)
المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام
المرأة التي تنفر من القوامة لأنها لا تساوي بين الرجل والمرأة، أو عندما تقول: "لماذا لا يسمح للمرأة أن تضرب زوجها تأديباً أيضاً؟" أو "لماذا لا يسمح في الإسلام للمرأة أن تتزوج أربعة رجال؟" لاحظ أن المقدمة التي تنطلق منها في هذا كله هو أن المساواة هي المعيار الحق المطلق. تنطلق من هذا المبدأ وكأنه مسلمة لا نقاش فيها، ثم تقيس أحكام الإسلام إلى هذه المسطرة، ولم يخطر ببالها أن تسأل إن كانت مسطرتها نفسها صحيحة.
قيمة الإسلام العليا، والتي يحاكم إليها كل شيء، هي طاعة الله سبحانه، الذي جعل دينه قائماً بالحق والعدل، وليس المساواة بالضرورة. فالمساواة تكون أحياناً حقاً وعدلاً، وأحياناً أخرى ظلماً وباطلاً. لا يُنكر عاقل وجود فرق بين الرجل والمرأة في التكوين الجسدي والنفسي والعاطفي والقدرات والمواهب. وبالتالي فلكل منهما ما يناسبه من الحقوق والواجبات.
فاختارت المرأة الغربية المساواة، فانتهى بها الأمر أنها لم تحقق لنفسها حقاً ولا عدلاً ولا حرية ولا مساواة، كما بيّنّا في حلقة تحرير المرأة. وانتقلت المرأة الغربية من ظلم إلى ظلم، فمساواة المرأة بالرجل ظلم لها.
العدل لا المساواة في الشريعة الإسلامية
في الإسلام، ووحيه المحفوظ، الله الذي فرَّق بين الجنسين في التكوين الجسدي والنفسي والعاطفي، شرع سبحانه لكل منهما من الأحكام ما يناسبه على أساس الحق والعدل. ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟
لم يساوِ الإسلام بين برّ الأب وبرّ الأم، بل فضّل برّ الأم، وكان في ذلك قائماً بالحق والعدل. لم يساوِ الإسلام حين ألزم الرجل بنفقة البيت كاملةً للمرأة ولأولادهما. لم يساوِ الإسلام حين أباح للمرأة أن تلبس الذهب والحرير، وحرَّم ذلك على الرجل. لم يساوِ الإسلام حين جعل حق الحضانة للأم دون الأب عند افتراق الزوجين. وكان الإسلام في هذا كله محققاً للحق والعدل بعدم المساواة بين الجنسين.
عبادة الله وتأليه الإنسان
عبادة الله تعالى تعني استمداد المعايير من الله، بينما تأليه الإنسان يؤدِّي في المحصِّلة إلى تضييع الحق والعدل والحرية والمساواة، خاصةً في شأن المرأة كما بيَّننا. المؤمنة تسلِّم حباً وكرامةً وتعظيماً لأمر ربها القائل: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً}. استعيني به، واسأليه من فضله، وانظري إلى عطايا الله بعد ذلك كيف تكون.
ربٌّ خلق الذكر والأنثى يأمر بما فيه العدل للذكر والأنثى. قال تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}. ومن معانيها: احفظي حق الرجل أيَّتها المرأة مقابل ما حفظ الله من حقك على الرجل.
مفهوم القوامة في الإسلام
من اختلَّ عندها الميزان كانت القوامة في حسِّها تحكُّماً وتسلُّطاً وإهانة. وإذا وضعنا الأمور في نصابها علمت أن القوامة هي رعاية، حماية، طمأنينة، راحة، وانسجام مع طبيعة المرأة وفطرتها، وحقٌّ ممنوحٌ لها من ربِّها.
إذا فهمتِ هذه القاعدة، وانضبط عندك الميزان، فارجعي البصر إلى سماء الشريعة. هل ترين من فطور؟ هل ترين من خلل أو نقص؟ لا والله لن تري خللاً، فالذي أحكم خلقه قد أحكم شريعته.