السلام عليكم ورحمة الله.
مقدمة: الحرب على الفطرة
هناك سؤال ملح: لماذا في آخر السنوات أصبحنا نرى "بكج" الشذوذ والتحول الجنسي كأنه طوفان يفرض على العالم فرضًا؟ من الذي يدعمه ولماذا؟ لماذا تعلن الحرب على الفطرة بهذا الشكل؟
هذه الحلقة من أثر الحلقات التي ممكن تسمعها في حياتك من حيث المعلوماتية ومن حيث أنها تنبهك على الذي يجري في هذا العالم.
أسباب الحرب على الفطرة
راح نلخص أسباب الحرب على الفطرة في ثلاثة أسباب رئيسية:
- المرابح المادية لمروجي "بكج" الحرب على الفطرة.
- استعباد الشعوب وقتل روح اليقظة.
- التحكم بنسل الشعوب.
وهذه الأسباب متداخلة مترابطة ببعضها. واليوم راح نتكلم عن أول سبب فقط وهو الأهم. تعالوا نشوف كيف يصبح العالم في غياب سلطان الشريعة، علشان تفهم بعمق: "كنتم خير أمة أخرجت للناس".
المرابح المادية لمروجي الحرب على الفطرة
جنسنة الإنسان والسعار الجنسي
أولًا: كيف يربح مروجو الحرب على الفطرة ماديًا؟ لما تتم جنسنة الإنسان، يعني شحنه بالسعار الجنسي ومنذ الطفولة، فإن عامة الناس يصبحون إما سلعة جنسية أو مشترين لهذه السلعة. وفي الحالتين يدخل عامة الناس في حالة استعباد من خلال الجنس. والرابع في هذا كله هو أقطاب النظام العالمي وحيتان الرأسمالية ومن يعمل معهم.
تذكروا أنه الذي دعم كينزي لنشر أبحاثه الحقيقة التي أدت لها الثورة الجنسية هم مؤسسة روكفلر. والذي دعموا تغيير القوانين بناءً على أبحاث كينزي هم أيضًا مرة أخرى مؤسسة روكفلر. وعائلة روكفلر هذه من أغنى إن لم تكن أغنى عوائل العالم.
ألحظ أذكر خمس عشرة محطة يستفيد فيها مستعبدو البشر من خلال السعار الجنسي.
التعليم الجنسي الشامل
أولًا: التعليم الجنسي الشامل الذي تكلمنا عنه، وهو عبارة عن بزنس تأخذ المنظمات عشرات الملايين عليه من الحكومات لصياغة مناهج وفيديوهات لهذا التعليم. فتصور أموال الناس من الضرائب تصرف على منظمات لقتل فطرة وبراءة أولادهم ولتحويلهم لعبيد للجنس منذ نعومة أظفارهم.
وهذا أحد أنشطة "بلاند بيرنت هود" التي مجموع دخل فرعها في أمريكا تحديدًا هو 1.3 مليار، يعني 1300 مليون دولار. 530 مليون منها هو من الأموال الحكومية. فلا تستغرب لما تحرص هذه المنظمة على نشر السعار الجنسي بهذا الشكل، ولما توجه جهدها لبلاد المسلمين علشان تقنع حكوماتها بصرف أموال المسلمين على إفساد أبنائهم وتحويلهم إلى زبائن جدد لـ "بلاند بيرنت هود".
تجارة الجنس
إلهاب السعار الجنسي من الطفولة يهيئ للبزنس الثاني ألا وهو تجارة الجنس بأشكالها الثلاثة: المواد الإباحية من أفلام ومجلات، والدعارة، والأدوات الجنسية. مجموع هذا البزنس يصل إلى حوالي 330 مليار دولار.
فاكرين كيف مجلة "بلاي بوي" للدعارة دعمت كينزي ومؤسسة سيكس الناشرين لكل أشكال الفحش الأخلاقي والسعار الجنسي؟ ليش بتدعمهم "بلاي بوي"؟ لإيمانها بوجود رسالة إنسانية وضرورة نفع البشرية؟ ولا لتجلب كمان عبيد لمجلاتها سواء سلع أو مشترين؟
في هذا الخبر في "إن بي سي" أن صناعة الإباحية في العالم هي بحجم 97 مليار دولار. وفي صحيفة "الجارديان" أنه في أمريكا صناعة الإباحية تدر دخلًا أكثر من "نتفليكس" و "هوليوود" و "فاياكوم".
مشهد رأيناه في أمريكا التي تريد تعليم العالم حقوق المرأة أن ترى الشخص يدخل الحمام في المؤسسات ليقضي حاجته ثم يخرج وقد ترك إحدى مجلات الفحش المليئة بصور النساء على أرض الحمام.
"بلاند بيرنت هود" لا يكفيها تعليم الأولاد والبنات كل الفواحش في المدارس، بل وتحثهم على مشاهدة الأفلام الإباحية لتسريع إصابتهم بالسعار وضمان استمراره على مدار السعار.
الاتجار بالبشر
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: من أين راح يجيبوا النساء اللواتي يريدون المتاجرة فيهن لغايات الإباحية والدعارة؟ الجواب هو في البزنس الثالث: الاتجار بالبشر (Human Trafficking).
حسب موقع OVC Archive، تتم المتاجرة بـ 600 ألف إلى 800 ألف إنسان سنويًا عبر الحدود، عدا عن الذين تتم المتاجرة بهم داخل البلد الواحد. غالبية هؤلاء البشر الذين يباعون هم من النساء والأطفال، والغالبية منهم يستخدمونه لما يعرف بالـ "Sex Trafficking" يعني الاتجار بالجنس، يعني دفع نساء وفتيات لأعمال البغاء.
لكن أين شرطة المطارات عنهم؟ كيف لا يبلغون عن المتاجرين بهم؟ هناك مواقع عديدة تجيبك بالتفصيل عن الأسباب الكثيرة من خداع وترغيب وترهيب وتهديد من المافيات وتجار الجنس تحت تواطؤ كثير من الدول. وهناك كتب تبين أن هذه العملية تحصل لملايين النساء والأطفال سنويًا مثل كتاب "الاتجار بالجنس: خفايا بزنس العبودية الجديدة" للكاتب كارا سيدهارد.
مجموعة المستعبدين في الاتجار بالبشر في العبودية الحديثة يقدر بحوالي 21 مليون إنسان حسب موقع "أنتي سليبري". وهناك مواقع تقدرها ما بين العشرين والأربعين مليون. ويقدر حجم بيع النساء والفتيات لغايات الاستغلال الجنسي بـ 99 مليار دولار سنويًا حسب مواقع عديدة. هذا البيع فقط.
بعد بيع هؤلاء النساء وبعض الأطفال والطفلات، يتم استخدامهم في أعمال جنسية ودعارة بما يحقق أرباحًا تقدر بحوالي 180 مليار دولار، وذلك من خلال عشرة ملايين امرأة وبعضهم طفلات. في الولايات المتحدة، عشرات الآلاف تتم المتاجرة بهم سنويًا، يؤتى بهم من شرق آسيا وأمريكا اللاتينية ومن داخل أمريكا.
استراتيجيات تسهيل الاتجار بالجنس
لكن كيف يمكن توفير هذه الأعداد الضخمة للمتاجرة بالجنس؟ في سبيل تسهيل الاتجار بالبشر وبالجنس يستخدم النظام الدولي والأمم المتحدة أربع استراتيجيات رئيسية:
- إفقار الشعوب وسرقة ثرواتها لدفعها باتجاه التخلي عن كل شيء حتى عن الشرف والعرض.
- نشر الفوضى الجنسية وما ينتج عنها من أبناء الزنا وتدمير كيان الأسرة الراعية للأبناء. هذا كله ينتج عنه أطفال ضائعون وطفلات ضائعات، بعضهم يستخدم لتجارة الجنس، وبعضهم أيدي عاملة، وبعضهم قطع غيار كما سنرى، وبعضهم جنود وعصابات وشركات حماية خاصة مشوهة نفسيًا، ليس عندها أي محرمات تستخدمها الدول العظمى في قمع الشعوب المقهورة. وأظن أننا ما نسينا سجن أبو غريب وما فعل ببلاد المسلمين.
- نشر النزعة النسوية (Feminism) لانتزاع المرأة من ولاية أبيها وأخيها وزوجها وقوامتهم وحمايتهم تحت شعارات تمكين المرأة وحقوق المرأة، وتحييد حق النفقة عليها سواء من الزوج أو الأخ أو الأب، وذلك باسم المساواة الجندرية في الأدوار وباسم الاستقلالية المالية لتصبح المرأة مضطرة للعمل. هذا كله يسهل الحصول على مزيد من النساء والفتيات للمتاجرة بهم. ثم ترى نفس الجمعيات التي تنشر الفكر النسوي في بلاد المسلمين تسمي هؤلاء النساء المستغلات "العاملات في مجال الجنس" وتطالب بحقوقهن. أي حقوق؟ أن ينظر لعملهن على أنه شكل من أشكال الحرية و "الشغل مش عيب".
- الحروب وتيتيم الأطفال ونقلهم من أحيائهم. ولا تنسوا كيف وضحنا في حلقة "ماذا خسر الأفغان بخروج الاحتلال" كيف أنه في احتلال القوات الأممية لأفغانستان انتعشت تجارة الأولاد الذكور الذين كان المسؤولون الأفغان في الحكومة العميلة يمارسون معهم أشكال الفواحش ويتركونهم لآلامهم النفسية والجسدية.
قوات الأمم المتحدة لما دخلت البوسنة مش بس نزعت سلاح المسلمين وسلمتهم لأعدائهم، بل وتاجرت بأعراضهم. الأمم المتحدة، قوات حفظ السلام، نعم. وهذا ليس أمرًا خافيًا. كاثرين بولكوفاك، العاملة سابقًا مع مؤسسة داينكروب لمساعدة الأمم المتحدة في مهمة حفظ السلام بالبوسنة، تحدثت عن الحالات الكثيرة من قيام مسؤولين في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بقيامهم بالمتاجرة بالأطفال والنساء البوسنويين وإرسالهم إلى بيوت الدعارة وبارات. وكيف أنها اشتكت إلى إدارة الأمم المتحدة والخارجية الأمريكية، فكانت الاستجابة بطردها ثم بتهديدها.
انتشرت الفضيحة، تكلمت عنها صحيفة "الجارديان" البريطانية، وذكرت أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية الأطفال المسحوبين من آبائهم من قبل السوسيال في السويد وفي دول أخرى علشان الواحد فيهم أبوه ضربه أو صاح عليه. وأحيانًا لأتفه الأسباب.
أصدر الدكتور السويدي أولف فيدن في العام 2013 كتاب "تجارة الأطفال المربحة" يتكلم فيه عن المتاجرة بهؤلاء الأطفال. والكتاب ترجمه عالم النفس المصري نافذ الشاعر إلى العربية مؤخرًا. هذا التقرير هو عن وثائقية أثارت الضجة في فرنسا حيث يخضع حاليًا أكثر من 300 ألف طفل ويافع ويافعة للرعاية القسرية في دور الرعاية، بعضهم سحبوا من آبائهم. الوثائقية تتكلم عن إرسال بعض الفتيات في سن 13 سنة من دور الرعاية إلى البيوت لغايات البغاء، يعني المتاجرة أيضًا بالجنس. فلما تشوفي قوانين العالم تسهيلًا لسحب الأبناء من آبائهم بحجة حمايتهم، فتذكر أن هذا أحد مصائرهم.
وسائل منع الحمل
البزنس الرابع الذي يستفيد منه ناشرو السعار الجنسي هو وسائل منع الحمل. طبعًا هذه الوسائل مش بس مستخدمة في عالم القذارة، ولكنها مستخدمة بشكل كبير جدًا لهذه الغايات لأنهم حولوا كثير من الناس إلى كائنات تمارس الفواحش كما تأكل الوجبة من الطعام، وتريد في ذلك أن تمنع الحمل.
الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة الذي ينشر كل الفواحش باسم التعليم الجنسي، يفاخر بأنه بفضل جهوده هناك مئة حكومة تحترم الحقوق الجنسية، وأن هناك مليار إنسان يمارسون حقوقهم في الحرية الجنسية، وأن هناك مليارين من الخدمات الجنسية والإنجابية قد قدمت من خلال وسائل منع حمل للطالبات في المدارس وفي الجامعات، للموظفات في المكاتب، وفي كل مكان نشروا فيه سعارهم الجنسي.
هذا البزنس الضخم جدًا مربح لشركات الأدوية ولـ "بلاند بيرنت هود"، ويطمحون أن يصل حجم هذا البزنس إلى ما مجموعه 39 مليار دولار سنويًا في عام 2028-2030 ما بين واقيات ذكرية وحبوب منع الحمل. طبعًا لما يتكلمون عن الطموح المستقبلي لهذا السوق المتنامي، فأعينهم دائمًا على العالم الإسلامي لجعل أبناء وبنات المسلمين زبائن جدد لديهم، ولا يمكن إهمال هذه الكتلة البشرية من المليار ونصف مليار إنسان مسلم من حساباتهم. وشفنا تكثيف جهدهم في العالم الإسلامي.
بزنس الإجهاض
طيب، نفترض أنه المرأة حملت. يأتي هنا البزنس الخامس: بزنس الإجهاض. حسب منظمة الصحة العالمية، هناك كل سنة 40 إلى 50 مليون حالة إجهاض متعمد في العالم. ادخل على موقعها وانظر إلى عداد الإجهاض لترى كيف أنه يحصل كل ثانية أو حتى أقل من الثانية. ومن أكثر أشكاله استخدامًا تقطيع الجنين حيًا، تقطيع الجنين حيًا وهو في رحم أمه واستخراجه قطعًا قطعًا.
هذه الجريمة، هذا الوأد في الجاهلية الحديثة، هو بزنس مربح جدًا لمنظمة "بلاند بيرنت هود" صاحبة ميزانية الـ 1300 مليون دولار في أمريكا وحدها. وعلشان تقنع الفتيات بضرورة عمليات الإجهاض، تلاقي كتاب واحد من كتب التعليم الجنسي مثلًا تتكرر فيه كلمة "إجهاض" أكثر من مئة مرة، ويخوف البنات بأنه في كل دقيقة هناك قصص من حالات وفاة نتيجة الحمل، فتعالي نعمل لك إجهاض على السريع.
والآن يريدون إنعاش البزنس الخاص بهم في بلاد المسلمين من خلال الضرب على وتر الفتاة المغتصبة التي حملت رغماً عنها من واحد متوحش. فكما تقول الدكتورة كاميلي حلمي: "إجهاض المغتصبة مدخل لإباحة الإجهاض في الدول الإسلامية". فإذا كسر حاجز الإجهاض، هذا الوأد الإجرامي، أزيل حاجز آخر أمام الفتاة يمنعها من الزنا وتصبح زبونة عند "بلاند بيرنت هود".
بيع أعضاء الأطفال المجهضين
سؤال: ماذا يفعلون بأعضاء الأجنة التي قطعوها في الإجهاض؟ ليش نكبهم في الزبالة؟ ليش ما نبيعهم قطع غيار؟ وهذا يأخذنا إلى البزنس السادس في عالم السعار الجنسي ألا وهو بزنس بيع أعضاء الأطفال المجهضين.
في أمريكا، قام شخصان من المعارضين للإجهاض باستدراج عدد من الطبيبات الإداريات في "بلاند بيرنت هود" وأشعروهم بأننا مهتمون بشراء أنسجة الأجنة المجهضة. انتشرت الفضيحة ونشرت الـ "سي إن إن" خبرًا عن أحد هذه الفيديوهات في الـ 2015. "بلاند بيرنت هود" دافعت بأنه "لا، إحنا ما بنبيع هذه الأعضاء وإنما المريضات نفسهن اللواتي عملنا لهن الإجهاض تبرعن بهذه الأنسجة". وفي مرة أخرى دافعت "بلاند بيرنت هود" بأنه طبيباتها ما قصدوا التربح وإنما كانوا يريدون تغطية تكاليف العملية فباعوا بعض الأنسجة لغايات البحث العلمي. يعني الـ 1300 مليون دولار سنويًا مش مكفيات فبدهم يطلعوا نفقات العمليات.
تذكر أنه قبل شهرين المحكمة العليا في أمريكا أتاحت للولايات أن تختار منع الإجهاض إذا أرادت. طبعًا ثارت ثائرة "بلاند بيرنت هود" وأطلقت حملة كبيرة هيجت فيها الناس لرفض القرار تحت عنوان "الإجهاض حق أساسي"، واستخدمت عبارات مثل "يجب أن تملكي حق التصرف في جسدك"، "نحن غاضبون وجاهزون للقتال بأقصى قوة". طبعًا المسألة حياة أو موت بالنسبة لهم، بزنس مربح جدًا سيصبح أضعف. والآن "بلاند بيرنت هود" تحاول إنعاش هذا البزنس في بلاد المسلمين.
بزنس التحول الجنسي
كل هذا الذي رأيناه ما كفى أعداء الفطرة وناشري السعار الجنسي، فاخترعوا بزنس ضخم جدًا هو بزنس التحول الجنسي. شايفين تركيز المنظمات الدولية والأمم المتحدة على حق الإنسان في تحويل جنسه من ذكر إلى أنثى أو العكس، أو ما يعرف بالـ "ترانسجندر"؟ والذي كان في البداية ممنوعًا منعًا باتًا، بعدين صار مسموحًا لمن هم فوق الـ 18 بدون موافقة الوالدين، وبعدين صار مسموحًا لمن هم فوق الـ 12، وبعدين صار مسموحًا في اسكتلندا مثلًا لمن هم فوق الأربع سنوات وبدون موافقة الوالدين.
هل فكرتم لماذا هذا الهوس بتعليم الأطفال منذ نعومة أظفارهم أنه "أنت يا حبيبي يمكن حابب تصير بنت، وأنتِ يمكن حابة تصيري ولد"؟ كنا نشرنا عن قصة هي عينة لمأساة تتكرر: الكندي روبرت هوغلند الذي حضرت ابنته في المدرسة فيلمًا للشواذ وهي طفلة صغيرة، فالبنت جاءت تحكي لأبيها "أنا حابة أصير ولد". غضب أبوها وراح للمدرسة يبهدلها، لكن المدرسة حكت له "بنتك حرة والقانون معها". وبالفعل القضاء الكندي وقف ضده، وأصبح الأب بحسرة يرى ابنته التي تلوثت أفكارها في المدرسة تأخذ هرمونات ذكورية وراح تتعرض لعملية جراحية تدمر جسمها مدى الحياة.
البنت عملت العملية وفرضت على والدها أنه لازم يسميها بصيغة المذكر. رفض، فحكم عليه بالسجن بعد تسجيل هذا الفيديو، يعني قبل حوالي سنة أو أكثر بقليل، أو البنت ما يحاولوا جنسهم فعقوبتك في القانون تصل إلى خمس سنوات سجن.
من وراء هذا الدفع للأطفال أنهم يقبلوا العبث بأجسامهم ويصبحوا معتمدين على الأدوية مدى الحياة؟ بزنس كبير ومربح جدًا. وأرقام المقبلين والمقبلات عليه تتصاعد بشكل سريع جدًا تحت تأثير الإعلام والتعاليم المشوهة. ويطمحون أن يضاعفوا أرباحهم منه خمس مرات بفترة قياسية من 316 مليون إلى 1.5 مليار دولار. متفائلين بأن الحكومات في العالم الثالث تسن قوانين تمكن البزنس الخاص بهم من التوسع.
لوبي المليارديرية الداعم للحرب على الفطرة
هناك لوبي من المليارديرية الذين عندهم شركات تستفيد بشكل أو بآخر من نشر السعار الجنسي، يدعمون نشر الشذوذ والتحول الجنسي. وتلاقي الواحد من هؤلاء ينشئ مؤسسة حقوقية شعارها "حقوق الإنسان وخاصة حقوق الشذوذ والتحول الجنسي"، ويصرف على هذه المؤسسة بمئات الملايين لتغيير التعليم والإعلام والقوانين، لكنه يطلع أضعافها من خلال استعباد البشر للجنس وتحويلهم لآلات شهوانية.
هذا المقال يتكلم عن أهم ستة عناصر من لوبي المليارديرية الداعمين للحرب على الفطرة. مثلًا الملياردير جون سترايكر، والذي عنده شركات عديدة منها "سترايكر ميديكال كوربوريشن" للمعدات الجراحية الطبية، وراح نتكلم كمان شوي عن بزنس الجراحة لغايات التحول الجنسي. سترايكر هذا أسس "آركس فاونديشن" الحقوقية. كم حجم المنح التي خصصها سترايكر لهذه المؤسسة؟ أكثر من 500 مليون بدأ من عام 1997، 340 مليون منهم آخر خمس سنوات فقط.
يا ترى لأي حقوق؟ حقوق النساء المتاجر بهن في الدعارة؟ أم حقوق أهل أفريقيا في استثمار مواردهم المسروقة من فرنسا وباقي دول الغرب؟ أم حقوق المضطهدين من المسلمين؟ أم حقوق ملايين البشر في ماء نظيف ورعاية صحية؟ بل هذه الأموال مخصصة لدعم حقوق المثليين والمتحولين جنسيًا، يعني لدعم الحرب على الفطرة.
سترايكر هذا كان أحد أكبر الداعمين لحملة أوباما إلى أن فاز برئاسة أمريكا. ورد الجميل للوبي سترايكر وأمثاله بأن دفع باتجاه تغيير القوانين لدعم الشذوذ والتحول الجنسي. "آركس فاونديشن" التي أسسها سترايكر صريحة وعنيفة في إعلان استهدافها للعالم الإسلامي. ادخل على موقعها واقرأ تحت عنوان "بدها حلقة لحالها".
تنص المؤسسة على أنها تدعم الأصوات الدينية المؤيدة للمثليين والمتحولين جنسيًا في العالم الإسلامي، مستخدمة التأثير على الأمم المتحدة والجهات الراسمة للسياسات، وأنها تحارب الذي يسيء استخدام الدين لإنكار الإنسانية الكاملة للمثليين والمتحولين بذريعة الاستثناءات الدينية على قوانين الحقوق المدنية.
طيب ما هي الـ "Strategic Funding Areas" لـ "آركس فاونديشن"؟ يعني أهم مجالات الصرف التي تصرف عليها هذه المؤسسة ذات الميزانية الضخمة:
- دعم الأصوات المؤيدة للشواذ في المجتمعات المستهدفة، وخصوصًا في العالم الإسلامي رقم واحد، وفي المؤثرين على الأمم المتحدة وراسمي السياسات في المجتمعات المستهدفة، بالإضافة لفئات أخرى. ولذلك فلما تشوف مسيرة طارئة للشواذ في فلسطين مثلًا، فاعرف أنها مش في سبيل الإنسانية وإنما هناك مؤسسات ذات ميزانيات ضخمة تدعم هذه الأصوات. ولما تشوف ناشطين وراسمي سياسات يطالبون بحقوق المثليين والمتحولين جنسيًا بينما هم أنفسهم مخروسون عن كل المظالم التي في الدنيا، بل ويمكن كمان مساهمين فيها، فاعلم أنه المسألة مش نضال من أجل الحريات وإنما هناك علف يعلف به القوم من "آركس" أو من غيرها.
- المجال الثاني من مجالات صرف "آركس" هو محاربة سوء استخدام الدين والذي يحول دون حماية المثليين والمتحولين. محاربة بالنص، فهي حرب ممولة بكل معنى الكلمة. وأيضًا مكافحة معارضي المثليين والمتحولين جنسيًا في الولايات المتحدة وعالميًا. يريدون سوقًا عالميًا مخترقًا لكل الحدود وكل الأديان، ويريدون أن يحاربوا ويجرموا أي واحد يقف في طريقهم.
عنصر آخر من لوبي المليارديرية الداعمين للحرب على الفطرة هو الملياردير بيني بريتسكر. وبريتسكر هذا أيضًا كان من أهم الداعمين لحملة أوباما الانتخابية، والذي لما فاز بالرئاسة أحدث تغييرات كبرى في القوانين وخصص أموالًا ضخمة من الأموال الحكومية لنشر الشذوذ والتحول.
الأدوية والهرمونات المستخدمة للتحول الجنسي
كنا ذكرنا ستة أشكال من الاستفادة من نشر السعار الجنسي. تعالوا إذًا نكمل مع موضوع التحول الجنسي من النقطة السابعة. الشكل السابع هو الأدوية والهرمونات المستخدمة للتحول الجنسي. وهذا بزنس يقدر حجمه في عام 2021 بـ 14 مليار دولار سنويًا، ويطمحون إلى 21 مليار بحلول الـ 2028.
الذكر يأخذ هرمونات أنثوية، والأنثى تأخذ هرمونات ذكورية. وهناك أدوية مانعة للبلوغ. مانعات البلوغ هذه تروج عادةً للأطفال تحت عنوان أنه "إذا حابب يا ولد تصير بنت أو يا بنت تصيري ولد، خذي هذا الدواء الذي يمنع ظهور أعراض البلوغ، وبالتالي يصير أسهل تعملي عملية جراحية تحولك للجنس الذي تريدينه". أو "إذا كنت عملتي عملية وتحولتي لذكر، فخذي مانعات البلوغ عشان هرموناتك الطبيعية التي تفرز عند البلوغ ما تعارض هويتك الذكورية التي أنتِ اخترتيها". وكذلك يعطونها للولد الذي لا يريد أن يبلغ لأنه كاره أن يكون ذكر، والبنت الكارهة أن تكون أنثى.
طبعًا تحت تأثير العبث بعقولهم، وتروج مواقع علمية مرموقة مثل "مايو كلينيك" لهذا العبث تحت مسمى "علاج لـ Puberty Dysphoria" (مشاعر الكآبة والقلق المرافقة لمرحلة البلوغ). وهناك تصاعد جنوني في الطلب على العيادات المختصة بتزويد هذه الأدوية، والمستفيد شركات الأدوية. وهذا كله قانوني، لكن المهم ما تستخدم الدعاية المضللة.
مثلًا شركة الأدوية "آب فيا" هي من الشركات التي تصنع هرمونات تستخدم في التحول الجنسي وكذلك مانعات البلوغ، وهي من الداعمين لنشر ثقافة الشذوذ والتحول الجنسي، وتصرف ملايين لعمل تحالفات. منذ شهور، محامي في تكساس قدم شكوى قضائية ضد شركات أدوية منها أنها تستخدم الخداع في تسويق مانعات البلوغ لليافعين.
"British Medical Journal" في هذا المقال المنشور العام الماضي بعنوان "دراسة تتوصل إلى أن مانعات البلوغ لا تقلل الأفكار السلبية لدى الأطفال المصابين بالكآبة والقلق المرافق لمرحلة البلوغ". ويذكر المقال أنه هذه الأدوية مؤذية لنمو وعظام الأطفال وتحدث لديهم العقم.
وهذا مقال في الـ "CBN News" الأمريكية بعنوان "بينما إدارة بايدن تروج لتغيير الجنس في الأطفال، إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA تحذر من انتفاخ الدماغ". انتفاخ الدماغ نتيجة لمانعات البلوغ. ويذكر الخبر أنه البنات اللواتي أغرينا بتعاطي هذه الأدوية حصلت معهن أعراض منها فقدان البصر. هل راح ينشر حيتان الرأسمالية وإعلامهم مثل هذه الدراسة؟ لا طبعًا، حتى تستمر الأرباح على حساب صحة الأطفال والشباب ودنياهم وآخرتهم.
الأبحاث العلمية الزائفة
وعلى سيرة الأبحاث العلمية، هناك بزنس ثامن لمستعبدي البشر بالسعار الجنسي ألا وهو بزنس الأبحاث العلمية الزائفة. عالم من القذارة سموه "سيكسولوجي" يعني علم الجنس. شفنا نموذج قدر منه في أبحاث كينزي المشتملة على اغتصاب الأطفال، وشفنا أشكال منها في أبحاث لبروفيسور جون مايكل بيلي الذي يتلقى تمويلًا حكوميًا أمريكيًا ليقوم بأبحاث يقيس فيها الإثارة لدى الرجال والنساء الشواذ عن طريق تعريضهم لأفلام إباحية مثلية بطرق قياس يستحي الإنسان من ذكرها. حتى أنه اعترض على أبحاثه في جريدة "واشنطن تايمز" بأنها مفرطة في الشهوانية ومضيعة لأموال دافع الضرائب الأمريكان.
مليارات تصرف على هذه السفالات، وشهادات دكتوراه وبروفيسورات تمنح للقائمين بها، وتدخل الرشوة بقوة لتزييف النتائج بما يلهب حالة السعار الجنسي ويستخدم العلم الزائف لمزيد من الاستعباد، كما رأينا في حلقة "تزييف العلم: الشذوذ الجنسي مثالًا".
العمليات الجراحية لتحويل الجنس
تاسعًا من أشكال بزنس السعار الجنسي: العمليات الجراحية لتحويل الجنس. مش بس هرمونات وأدوية، بل جراحة. ويشمل ذلك "بلاستيك سيرجري" مثل زراعة صدر أنثوي للذكر مثلًا، ونقل أعضاء تناسلية. كيف يعني نقل أعضاء تناسلية؟ مثلًا إذا الذكر حابب يصير أنثى، ويطمع كمان بالحمل من عشيقته الذكر، فها هو العلم يعيده بمحاولة تحقيق هذا الحلم. لكن من أين راح يجيب الرحم؟ يقول الخبر: من متبرعة. طيب وإذا لم يتبرع أحد، السوق السوداء كفيلة بتوفير ما يلزم من قطع الغيار البشرية.
نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن أحد الأطباء استأصل أرحام أربعين امرأة رغماً عنهن، حتى سمي بـ "جامع الأرحام". أين حصل هذا؟ في أمريكا، في الأماكن التي يحتجزون فيها نساء مهاجرات هجرة غير شرعية من أمريكا الجنوبية مثلًا كما نشرت "الجارديان". ولا تنسوا أن الصين أجرت عمليات جراحية لعدد من النساء المسلمات لمنعهن من الحمل. فإذا انتشرت تجارة نقل الأرحام، فالصين أول من سيكون سعيدًا باستئصال أرحام المسلمات وبيعها للجراحين.
ويطلع لك الإعلام بعناوين مثل "مع تحقق نقل الرحم في الواقع، النساء المتحولات يعني الذكر الذي عمل جراحة ليتحول أصبحن يطمحن في الحمل". وتصور نصل لمرحلة أنه علشان ذكر في نيويورك طمعان يحمل، ينتزع رحم مسلمة في الصين ويمنح له، ويحتفل مجتمع الشواذ بحصول هذا الذكر على حقه في التحول.
الأمراض المعدية جنسياً
البزنس العاشر لمستعبدي الناس بالسعار الجنسي هو الأمراض المعدية جنسيًا. فاكرين لما ذكرنا كيف أن كتب التعليم الجنسي الشامل التي توزعها "بلاند بيرنت هود" تنشر الأمراض الجنسية في حقيرتها؟ هذا يفتح بزنس كبير من الصرف الحكومي على التوعية لمكافحة الإيدز الذي تقدمه "بلاند بيرنت هود" التي في الكتاب التعليمي نفسه تخصص صفحات لأساليب الوقاية من الإيدز، وفي صفحات أخرى تقول لمريض الإيدز "مش شرط تخبر شريكك الجنسي بأنك مصاب بالإيدز".
وهذا يفتح بزنس كبير لأدوية الوقاية من الإيدز وأدوية تثبيطه في الشخص المصاب به. 68% من حالات الإيدز هي في الذكور الشواذ. والولايات المتحدة تصرف 12 مليار دولار سنويًا على ذلك من الأموال العمومية، يروح كثير منها في جيوب ناشري السعار الجنسي.
تدين التصريحات التي فيها "هوموفوبيا" (كراهية للشذوذ والشواذ) نتيجة لانتشار جدري القردة، وتلاقي المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ينصح الشواذ بخفض عدد الشركاء الجنسيين، يعني الذين يعملون الفاحشة معهم، وإعادة النظر في ممارسة الجنس مع شركاء جدد. يعني يقولون "إحنا كمنظمة صحة مش ممكن نتجرأ ونقول لك لا تمارس الجنس مع ذكور آخرين جدد وتنشر المرض بينهم، بس بنقول لك إذا حبيت أعد النظر". هذه من؟ منظمة الصحة العالمية.
أدوية الأورام وأمراض القلب
البزنس الحادي عشر: أدوية الأورام وأمراض القلب، والتي تصيب المتحولين والمتحولات أكثر من ضعفي باقي الناس. وهذا أيضًا مكسب كبير لشركات الأدوية.
أدوية الأمراض النفسية
طيب، هؤلاء المتحولون جنسيًا والشواذ ما يصيبهم اضطرابات نفسية من مصادمة خلق الله؟ بلا طبعًا. وهنا يأتي الشكل الثاني عشر من أشكال استفادة مستعبدي البشرية من نشر السعار الجنسي ألا وهو أدوية الأمراض النفسية وما تستفيده شركات الأدوية من بيعها.
في إحصائية أصدرها الاتحاد القومي للأمراض النفسية في أمريكا، 44% من الشواذ مصابون بأمراض نفسية. وفي مقال الأخت تسنيم راجح بعنوان "إجرام الليبرالية وضحايا التحول الجنسي" تبين أن كثيرًا من المتحولين والمتحولات يندمون بعدما أعطبوا أجسادهم، وأن هناك تكتمًا إعلاميًا متعمدًا على الموضوع لتستمر الأجيال في هذا العبث.
المنشطات الجنسية
البزنس الثالث عشر هو المنشطات الجنسية. وهذا أيضًا بزنس بالمليارات. طبعًا مش كله في عالم الفساد، لكن قسم كبير جدًا منه.
المخدرات والمسكرات والمهلوسات
البزنس الرابع عشر: أشكال المدمرات للنفس الإنسانية مثل المخدرات والمسكرات والمهلوسات وما يتعاطاه الشباب الذين تدمروا بالكامل نتيجة السعار الجنسي، وهو أيضًا بزنس مربح لمروجي السعار الجنسي.
القتل الرحيم والسياحة للموت
طيب، هذا الإنسان المدمر النادم الذي عبث بجسمه وفقد كل معنى للحياة، مش ممكن يفكر في الانتحار؟ بلا طبعًا. وحسب مجلة "فوربس"، أكثر من نصف المتحولين يفكرون بشكل جدي في الانتحار. وهذا يختم مسيرة البؤس بالبزنس الخامس عشر وهو بزنس القتل الرحيم والسياحة للموت.
اكتأبت وكرهت الحياة؟ لا يهمك، بنساعدك تنتحر بس ادفع أول. اقرأ عن عيادات القتل الرحيم وبزنس الـ "Euthanasia" والسياحة للموت، يعني الذهاب لبلدان خاصة من أجل الانتحار في عياداتها المخصصة لذلك. وهذا خبر في الـ "بي بي سي" عن امرأة ساعدوها على الانتحار بعد ثلاث عمليات للتحول الجنسي. وهذا بحث في مجلة علمية عن مساعدة المتحولين جنسيًا في الانتحار.
ربح في كل محطة من الميلاد وحتى الوفاة على حساب كرامة الإنسان ودنياه وآخرته. إذا جمعنا الأرقام التي ذكرناها ما بين تجارة البشر وصناعة الجنس وشركات الأدوية، فنحن نتكلم عن حوالي 733 مليار دولار سنويًا. يعني طموح الـ "One Trillion Dollar Business" ليس بعيدًا. أي شيطان رجيم هذا الذي يقود خطى البشرية إلى هذا الجحيم؟ يا حسرةً على العباد.
خاتمة: حجم الجريمة ودور المسلمين
لذلك لا تستغرب من حرصهم على تشجيع الأطفال على تغيير الجنس في سن مبكر جدًا ودون إذن من الوالدين. خل الطفل والطفلة يتخذوا هذا القرار وهم سفهاء، ينضحك عليهم قبل ما يوعوا ويعرفوا أنه هذا السفه راح يدمر حياتهم. ولا تستغرب من حرص "بلاند بيرنت هود" ومنظمة الصحة العالمية على إصابة الأطفال بسعار جنسي من سن صفر، من أول يوم كما بينا.
لا تستغرب لما يعلمونهم بدل الـ "ABC" يعلمون الولد أنه "أنتِ يعني اللي بتقلي بين ذكر وأنثى وعندك الهويتين في نفس الوقت، وأنه أنتِ من الليزبيان اللي بتمارسي الجنس مع أنثى مثلك". لا تستغرب لما ينشروا علم الشواذ في كل ركن من الروضات. تستطيع الآن أن تدرك ليش ما يوعوا طفل من سنواته الأولى على مشاكل بشرية علشان يساهم في حلها، وإنما يتم تعليمه شذوذ وكأنه حاجة إنسانية، بل الحاجة الأهم للبشرية نشر السعار الجنسي.
طبعًا هناك موظفون صغار ووسائل إعلام يستفيدون من هذه الأشكال ويساهمون في السعار. لكن الاستفادة الكبرى تصب في جيوب مستعبدي البشرية من الرأسماليين والمنظمات مثل "بلاند بيرنت هود" وزعماء الدول المتواطئين معهم في هذا العالم الذي يمتلك فيه 1% من الناس ما يعادل ثروة البقية من البشرية.
نفس الدول التي تنشر هذا السعار وتحاول فرضه على أنحاء العالم عبر القوانين والتعليم والإعلام، تتظاهر بدور القاضي المكافح للفساد. فتلاقي في الأخبار خبر مثل هذا في أمريكا من أيام عن زوجين ذكرين متهمين باستخدام طفلين تبنوهما لتصوير أفلام إباحية. أمريكا التي تمجد الحقير كينزي الذي روج لاغتصاب الأطفال، والتي تسمح بصناعة الإباحية، وتسمح للشواذ أن يتزوجوا رسميًا، وتسمح لهم أن يتبنوا أطفالًا، بعدها تدب فيها الغيرة والشرف لأنهم استخدموا هؤلاء الأطفال للإباحية. قال يعني متوقع يتصرفوا معهم بأخلاق وحنان الأبوة الطاهرة.
لك أن تتصور أنه يراد تغيير القوانين في بلاد المسلمين بحيث تتيح سحب الأولاد من آبائهم لأتفه الأسباب وتسليمهم لأشخاص كهؤلاء بعد ما يصير الشذوذ ظاهرة قانونية.
الرد على دعاوى "حقوق المرأة والطفل"
اسمع بعد هذا كله قول الله تعالى حكايةً عما قاله إبليس اللعين وهو يطرد من رحمة الله فيعزم على ألا يكون في ذلك وحده: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}. تغيير خلق الله. نجح إبليس في إقناع عدد من البشرية به من خلال عملائه. لذلك لما تسمع من هؤلاء عبارة "حقوق المرأة والطفل"، فاعلم أنهم يقصدون بها "من حق أستعبدك، من حق أصل لأولادك وأشوه عقولهم وفطرتهم وأخلاقهم علشان يصيروا سلعة جنسية أو زبائن جنسيين عبيد عندي على الحالتين".
وراء كل رقم من الأرقام التي ذكرناها بالملايين هناك قصة كاملة أليمة من إنسان أو إنسانة كان يمكن أن يكون عبدًا لله مكرمًا يؤدي المهمة التي خلق لأجلها من عبادة الله ليخلد بعدها في النعيم المقيم. لكن بدلًا من ذلك تم تمص فطرته أو فطرتها وتحطيم شرفها وعرضها وابتذال جسدها لأجل حقير لا يراها إلا رقمًا يريد أن يزيد بها رصيده.
انظر إلى حال البشرية، واقرأ بعدها قول الله تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ}.
تصور لما بعد كل هذا، تجد البعض يقول "أنا يعجبني في القادة الغربيين أنهم يعملون لصالح شعوبهم". لصالح شعوبهم؟ تصور لما يظن البعض أننا لما نتكلم عن ضرورة إنقاذ البشرية، وأن رسالة الإسلام عالمية، يظن أننا بذلك نجامل ونخبئ أجندة. ما أحد يخبي أجندة إلا هؤلاء الأوغاد المظلمون. تصور لما بعد هذا كله تعرف "بلاند بيرنت هود" نفسها على أنها منظمة غير ربحية. كل همها صحة الأطفال والنساء.
تصور حجم الجناية لما ترى مسلمًا يحاول أن يعتذر عن الفتوحات الإسلامية. ويجد لها مبررات وينكر جهاد الطلب الذي يراد به فرض سلطان الإسلام على الأرض. عملًا بقول الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ}. لو كانت للمسلمين دولة وخلافة، فأي جريمة أعظم من أن تترك البشرية لأمثال هؤلاء؟ عندما تركنا الفتوحات، انفتحت علينا الاحتلالات العسكرية منها والناعمة. هذا ما خسره العالم بانحطاط المسلمين وغياب الإسلام عن واقع الحياة بعدما كانت الخلافة الإسلامية تهتز لها عروش الطغاة. هذا ما خسره العالم لما تخلى المسلمون عن دورهم في إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده.
دور المسلمين وواجبهم
وراء كل رقم من الأرقام المخيفة التي ذكرناها قصة أليمة. تذكروا أن كل نفس بريئة تقطع وهي حية في رحم الأم، كل طفل أو طفلة بريئة تتعرض للهيجان الحقير من شخص مسعور يتفحش بها أو يصورها لمواقع إباحية علشان يكسب منها بعض المال، كل أب وأم يشوفون ابنهم أو بنتهم الذين كانوا يلعبون معهم بالأمس يأتي من المدرسة في يوم من الأيام ملعوبًا بعقله ويريد أن يعمل عملية جراحية رغماً عنهم، ويريدون أن يروه يتشوه ويتدمر صحته وهم مخروسون، ويا ويلهم إذا نادوا باسمه أو باسمها الذي سموه به لأنه اختار اسمًا أنثويًا أو اختارت اسمًا ذكريًا.
كل هذا هو ضريبة قعودنا عن واجبنا في إنكار المنكر ونشر الإسلام الذي لا نجاة للبشرية بغيره. لما غابت هيمنة الإسلام القائل: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ}، تسلطت الرأسمالية المجرمة التي تريد المال بأي شكل ولو بتحطيم القيم والأخلاق. تطحن الجنين والطفل والصغير والكبير والذكر والأنثى والجسد والعقل والفطرة والأرض، كل هذا من أجل المال.
تجار الجنس الأوغاد هؤلاء يدخلون لكل مجتمع من باب مظلومية الشواذ والمتحولين جنسيًا. وحقيقة الأمر أنهم يستخدمون ضحيتهم درعًا بشريًا علشان يقتحموا المجتمعات ويدمروها. يدخلون المجتمعات من باب الفتاة المغتصبة المسكينة علشان يشرعنوا الإجهاض، وبالتالي يكسروا الحاجز أمام قتل النفس فيسهلوا الزنا، خاصة وأنهم سموه حقوقًا حتى لا تشعر الفتاة ضحيتهم أنها راح تدفع ثمن الحرام ولد تكون مسؤولًا عنه وتنفضح به أمام المجتمع.
يركزون على قصة فتاة مظلومة من أبيها وأخيها أو امرأة ظلمها زوجها علشان يشوهوا الأسرة والقوامة وينتزعوا البنات والنساء من حماية رجالهم، فيتحول هؤلاء النساء والبنات لسلع جنسية تملأ جيوبهم. بشرع الزنا لبنات الـ 12 والـ 13 والـ 14 تحت شعار الحرية الجنسية ليصلوا لبنات المسلمين جنبًا إلى جنب مع استغلال حاجة الناس المادية والإفقار الممنهج لشعوب المسلمين بحيث يستخدموا بنات المسلمين سلعًا عندهم، وهم في نفس الوقت يحاربون الزواج الشرعي للفتيات المستعدات له وتدمير جسمها واستئصال أعضائها بما لا رجعة عنه مدى الحياة.
يشحنون الأطفال بالسعار الجنسي ويقولون لهم أنه "لا سن لممارسة الجنس" علشان يمهدوا للتجارة بدعارة الأطفال، وهو شيء حاصل لكن دون غطاء قانوني، هم يريدون أن يقننوه. كل من يروج لهذه المنظومة القذرة أن تدخل لبلادنا فهو مجرم خائن مستعد لبيع أبناء المسلمين وأعراضهم علشان يأخذ مكافأة خيانته من هؤلاء المجرمين. ويأتي الرخيص بعدها ينظر علينا بالحقوق.
كل من يوقع على قوانين مسمومة مشحونة بكلمات تمهد الطريق لـ "بكج" الحرب على الفطرة وللحملة المسعورة للفحش الجنسي فهو خائن يجب التصدي له والوقوف ضده.
لن نتمكن اليوم من التفصيل في السببين الآخرين لنشر السعار الجنسي مع تدمير مؤسسة الأسرة، ألا وهما السيطرة على الشعوب وتقليل نسلها، وهما سببان مهمان. لكن اسمحوا لي أن نعود لقانون الطفل في الأردن بحيث نجيب في الحلقة القادمة عن الأسئلة التي كنا طرحناها في أول حلقة، لنعود بعدها إلى استكمال حربنا مع أعداء الفطرة حتى يفتح الله بيننا وبينهم بالحق وهو خير الفاتحين. ونحن نسأل الله تعالى أن يستعملنا جميعًا في صد هؤلاء وكبتهم وإخراسهم وصد عدوانهم لا عن أبنائنا وبناتنا فحسب بل وعن أطفال العالم.
لا تنسوا إخواني التفاعل مع وسم #قانون_الطفل_مسموم ونشر الوعي وهذه المعلومات بين الناس. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ}. والسلام عليكم ورحمة الله.