السلام عليكم ورحمة الله. أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك.
من هم أصحاب خطاب الكراهية؟
في المقابل، أصحاب خطاب الكراهية يكرهون الله ويكرهون رسوله وكلامه وشريعته. وحتى كثير ممن يعرف نفسه منهم على أنه ملحد، هو في الحقيقة كاره لله معترض عليه وعلى كلامه. ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم.
دعاة الكراهية هؤلاء يبثون هذه الكراهية والحقد على الله ودينه في كتاباتهم ورواياتهم وإعلامهم. والذي ليس قادراً على إعلان هذه الكراهية، يمدح الذي يعلنونها، ويترحم عليهم لما يموتون، ويسمي كراهيتهم لله وشريعته جرأة وثورة وشجاعة. فيظهر المديح والرحمة والمحبة، بينما الحقيقة أنه خطاب كراهية، لأنه بمدحه وترحمه يقول للميت: أنا أؤيدك وأمدحك لأنك أعلنت كراهيتك لله ولدينه ولرسوله، وأنا زيك في الحقيقة. ولتعرفنهم في لحن القول.
دعاة الكراهية أخبرنا الله بأنه سيكشف كراهيتهم للمؤمنين فقال: "أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم". عندهم ضغينة وحقد وغل على الإسلام وأهله.
لماذا الكراهية؟
لماذا الكراهية؟ لماذا العداوة؟ "وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد". حاقدون لأن عندهم عقداً نفسية وقلوباً سوداوية مريضة. يكرهون كتاب الله لأنه يعارض أهواءهم، وهم عبيد الهوى. "ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم".
يكرهون شرعة الله لأنها ترتقي بالإنسان إلى القمم، وهم قد تعودوا على البقاء في المستنقعات. يكرهون أخلاق المسلمين لأنها تظهر ما هم فيه من حضيض، فشعارهم: "أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون". يكرهون دين الله لأنه يحرر الناس من عبادة العباد، بينما هم أدوات ودمى لنظام الاستعباد الدولي. يكرهون توحيدنا لربنا ويشمئزون من هذا التوحيد: "وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة". دعاة كراهية بالفعل.
المسلمون دعاة محبة
نحن المسلمون طيبون، الذي في قلوبنا على لساننا، ما بنعرفش الغش والخداع والنفاق. بينما دعاة الكراهية مخادعون مراوغون: "يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون".
نحن المسلمين طيبون نميل لمحبة الناس، بينما دعاة الكراهية يكرهوننا، فينبهنا الله فيقول: "ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله". نحن نحب محمداً وموسى وعيسى والأنبياء كلهم عليهم الصلاة والسلام، بينما دعاة الكراهية يكرهون محمداً رسول الله ويسخرون منه ويطعنون في سيرته.
نحن المسلمين نرجو الخير للناس. طيب ومن قتلوا قبل إسلامه من أحبابنا وأهلنا؟ طيب وما فعلوه بنا من ظلم؟ مش مشكلة، صاروا منا من دعاة المحبة وتركوا عالم الكراهية، فنرحمهم ونسامحهم. "أشداء على الكفار رحماء بينهم". بل وندافع عنهم ونعطيهم من أموالنا إذا احتاجوا. بل حتى الجهاد الذي يهاجمه دعاة الكراهية هؤلاء، الجهاد أعظم تضحية يقدمها المسلمون لأنهم يحبون الخير للناس، فيريدون إنقاذهم من دعاة الكراهية الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً. "كنتم خير أمة أخرجت للناس". يضحي المسلم بنفسه وماله في سبيل استنقاذ أناس ليس بينه وبينهم مصالح، ليدلهم على سعادة الدنيا والآخرة. "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
بينما دعاة الكراهية يتمنون لنا الشر: "إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها". شوف سواد هذه القلوب. "إن تمسسكم حسنة تسؤهم" إذا صار معنا حاجة كويسة هم بينغاضوا، "وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها". يتمنون يشوفونا في عناء ومشقة: "ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر". أصحاب خطاب كراهية وبغضاء وقلوب سوداء.
دعاة الكراهية مفسدون
دعاة الكراهية مفسدون: "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون". يعادون الإسلام، فكما قال ابن القيم: "يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وإصلاح وهو غاية الجهل والإفساد". يحبون الشهوات المحرمة، يحبون الرذيلة، ويكرهون كل ما يعارض ذلك.
المؤمنون وحب الله
نحن المؤمنين نحب من خلقنا لحبه سبحانه، "والذين آمنوا أشد حباً لله". يحبهم ويحبونه. ونحب كل ما ينبع عن هذه المحبة: "أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين". ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار.
أصحاب خطاب الكراهية يحاربون الأخلاق التي تقربنا من محبة الله، بينما نحن دعاة المحبة نتخلق بما أخبرنا الله أنه يحب أصحابه من أخلاق: "وأحسنوا إن الله يحب المحسنين"، "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"، "بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين"، "إن الله يحب المتوكلين"، "إن الله يحب المحسنين"، "وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين"، "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين".
خاتمة
لذلك أيها المؤمنون يا دعاة المحبة، اثبتوا على محبتكم، اثبتوا على نوركم، واحذروا من الظلاميين دعاة الكراهية أصحاب القلوب المريضة: "قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط". والسلام عليكم ورحمة الله.
أصحاب خطاب الكراهية، يكرهون الله وبكرهون رسول الله وكلام الله وشريعة الله