→ عودة إلى مرئيات

هل بالفعل " المسلسلات القذرة تعكس الواقع "؟

٢ أبريل ٢٠٢٢
النص الكامل للمقطع

السلام عليكم ورحمة الله

الإعلام وتشويه الواقع

هل سمعتم بهذه الوقفة في مدينة قلقيلية بفلسطين أول أمس الخميس؟ الغالبية العظمى لم تسمع بها، فالإعلام يطلع علينا كل قليل بمسلسلات قذرة ممثلوها من العرب، أجندتها التطبيع مع الزنا والخمر والمخدرات والألفاظ البذيئة والانحراف عن الفطرة.

فإذا اعترض أحد قالوا: "هذه المسلسلات تعكس الواقع، لا تتعاموا عن الواقع". آها، تعكس الواقع فلا تتعاموا عن الواقع! لماذا لا يصور الإعلام الجانب المشرق من الواقع إذن؟ لماذا يركز على الحثالات ويضخمها ويزينها ويشجع الشباب عليها؟ بينما يتعامى تماماً عن هذه النماذج البطولية التي انطلقت في مدن في فلسطين كالخليل وقلقيلية.

وقفة قلقيلية ضد سيداو

هذه المشاهد التي ترونها هي من وقفة حاشدة في قلقيلية أول أمس الخميس، عنوانها رفض مؤامرة "سيداو" وما تفرع عنها من قوانين، والتي يراد فرضها على المسلمين في فلسطين فرضاً تحت عناوين حماية المرأة والأسرة، وحقيقتها عكس ذلك تماماً.

ما هي اتفاقية سيداو؟

للذين يسألون باختصار شديد: ما سيداو؟ في صراع الأمة الإسلامية مع أعدائها كانت الحرب سجالاً، وحتى في أحلك الظروف إذا هزم المسلمون وتفككت دولهم بقيت نواة الأسرة موجودة، فيربي الآباء أبناءهم على الإسلام وتتنامى قوتهم ويستعيدون أمجادهم من جديد.

و"سيداو" اختصار لاتفاقية بين من ومن؟ بين المتآمرين على المسلمين، وهدفها هدم بيوت المسلمين ومن ورائهم المجتمعات المستضعفة. في بنود هذه الاتفاقية تشجيع للمرأة على الزنا تحت مسمى الحرية الجنسية، وتحريضها على رفض ولاية الرجل تحت مسمى تمكين المرأة، ومن نتائجها مخالفة نظام المواريث الإسلامي تحت مسمى المساواة.

كل هذا كان سابقاً يسمى قانون الأحوال الشخصية، وما كانت الدول تجرؤ على مخالفته لتبقى تشعر المسلمين أنها لا تحارب الإسلام صراحة، فهي وإن كانت شرعت من دون الله قوانين وضعية مخالفة لأحكام الإسلام إلا أنها تركت للأفراد قانون الأحوال الشخصية.

فرض اتفاقية سيداو تدريجياً

مع هذه المصادمة الصريحة من "سيداو" للإسلام، كان لابد لفرضها من تدريج، فوقع المسؤولون في كثير من دول المسلمين على الاتفاقية مع التحفظ على بعض بنودها، ثم مع السنوات ألغيت هذه التحفظات شيئاً فشيئاً.

الهدف النهائي هو أن ترفض المرأة شرع ربها، وترفض ما شرعه الإسلام من حقوق وواجبات لكل فرد من أفراد الأسرة، وتصير في حالة حرابة مع الرجل زوجاً كان أو أباً أو أخاً. ثم بعد أن تنتزع الفتاة والمرأة من حماية هؤلاء الرجال، فسيحاولون فرضه فرضاً بالقوانين.

إذا أحسست أن هناك أي مبالغة في كل هذا الذي قلناه، فنريدك أن ترجع لحلقتين من سلسلة "المرأة": "تحرير المرأة الغربية القصة الكاملة" و"رامبو ينقذ مسلمة"، واللتين كانتا صادمتين لكثيرين من المسلمين من الذين تابعوا هاتين الحلقتين ومفتحة لأعينهم على حقيقة المؤامرة كما عبروا، وسنضع لكم رابطهما في الوصف.

الإعلام والتعتيم على الحقيقة

أهل فلسطين أدركوا ذلك فخرجوا في مظاهرات حاشدة قبل عشرة أيام في مدينة الخليل وهذه المشاهد منها، وأول أمس في قلقيلية والتي باقي المشاهد منها. الإعلام تعامى عن المظاهرتين تماماً، الإعلام الذي أولى به أن يسمى "الإعتام".

مع هذا التعتيم فضيحة كبرى للإعلام وللمفسدين الذين يلقون علينا بمسلسلات الكفر والفسوق والعصيان ثم يقولون: "تعكسوا الواقع، لا تتعاموا عن الواقع".

كلمة إحدى الأخوات في مظاهرة قلقيلية

واختتاماً نترككم مع هذه الكلمة لإحدى الأخوات في مظاهرة قلقيلية. تأملوا هذه الكلمات العظيمة وانشروا هذه النماذج التي يغفلها الإعلام يا كرام. وبارك الله لنا ولكم في رمضان وأعز فيه أمتنا وأعاننا فيه على عمل صالح يستنزل رحمات ربنا والسلام عليكم.

وقائلة: "نعتز بولاية الأب والأخ والزوج والابن، ونمسك بها بالتلابيب ونعض عليها بالنواجذ. شرفنا الإسلام وجعلنا الجواهر المصونة، وسيد علينا برجالنا يذودون عنا بدمائهم وأرواحهم. نلتزم أمر ربنا ونسلم به وله تسليماً. رضينا بما وهبنا من حقوق وقسمة في الميراث وحفظ من النفقة ورعاية بولاية محارمنا. نعتنق لباس الستر والعفاف ونبغض التبرج والاختلاط. عزنا حقوقنا وإنصافنا بتطبيق شريعة ربنا في كل نواحي الحياة. عزتنا هم رجالنا، رجالنا: آباؤنا، إخوتنا، أزواجنا، أبناؤنا، العم والخال. ندوس كل اتفاقيات الغرب بمسمياتها المزوقة وبنودها المنمقة. نرفض فرض قصصهم بنا وبعوائلنا. لذا نقول بملء فينا: سيداو وبنودها تحت أقدامنا، قانون حماية المرأة تحت أقدامنا، قانون حماية الأسرة تحت أقدامنا. نحن مصانع الرجال وشقائق الرجال وفي رعاية الرجال. وسنبقى نحن نساء فلسطين الحرائر على عهدنا، نبني أجيالاً تؤمن بالله واحداً أحداً وبمحمد نبياً قائداً إلى الأبد."